بالطبع أتكلم عن افتتاح الـ
Large Hadron Collider (ايش؟؟). الافتتاح كان عبارة عن
إطلاق تجريبي لحزمة من البروتونات من خلال هذا الـCollider!! هذا الجهاز (إذا كان من الممكن تسميته جهاز) من المعتقد عند عمله أن يعطي نتائج مهولة. بالطبع النتائج العظيمة هي عظيمة فقط عند العلماء الفيزيائيين. و هؤلاء العلماء بالطبع صرفوا حياتهم لهذا المشروع (بالتحديد 14 سنة) و غيرهم من "البشر" مشغولين بأمور أخرى "أهم"!
بالطبع طالعتنا قنوات الأخبار في صباح اليوم بالعناوين الرنانة. و هكذا هو عهدنا بالمصانع الصحفية عند ظهور مواضيع "غريبة" تقدمها للعوام الغلابة بأفصح الكلمات و أصعب المفاهيم حتى يثبتوا لنا (هؤلاء الصحفيون) بأنهم فاهمين الموضوع! والله أنهم أثتبوا عكس ذلك تماما! و أُعجبت بمذيعة الـ
CNN International الحسناء
Anjali Rao عندما أذاعت الخبر و حاولت قراءة المعلومات الفيزيائية و التفاصيل من أمامها بـ"ثقة" كأنها أحد الفزيائيين الفطاحل الذين شاركوا! بل أنها مزحت مع من معها في الاستديو عن الخبر!
لا تهمنا الآن التغطية الصحفية عن الموضوع. و لكن المهم هو الحديث عن ماهية هذا المشروع الضخم
جدا جدا جدا (و كتبت "جدا" عدة مرات متعمدا). يا أحبابي يقول القائمون عن المشروع بأن الهدف الرئيسي هو:
(( معرفة صحة نظرية الـ Standard Model )). هذه النظرية الفيزيائية تعبّر عن خلاصة ما وصل إليه العلم في تفسير الـSub-atomic Particles أو الجسيمات تحت-ذرية أو بكل سهولة الجسيمات الأصغر من البروتونات و النيترونات الذي يعرفها الجميع من "المدرسة". لكن هذا "النموذج القياسي" (Standard Model) ما زال فقط يدرس نظريا. و هذا المشروع هو ترجمة عملية له.
إذا أعطى هذا المشروع نتائجه المرجوة فإن من
أهم المعارف الناتجة المفيدة لنا هو: معرفة ماهية و كيفية عمل الكمية الفيزيائية الـ((كتلة)) أو الـ Mass و أيضا تفسير للـ
Dark Matter. و أيضا الأهم من ذلك هو في حالة ظهور جسيم الـ
Higgs المثبت نظريا و رياضيا. حيث أن هذا الجسيم إذا ظهر فعليا على الأجهزة فهو يأخذ بنا خطوة مهمة نحو "النظرية الموحدة العظمى" أو
The Grand Unified Theory التي هي
حلم أينشتاين الكبير. حيث أن هذه النظرية وحّدت القوى الموجودة في الكون (القوى الذرية و القوة الإلكترومغنطيسية) في تفسير و قالب واحد إلا قوة الجاذبية Gravity! حيث أنه الجاذبية على معرفتنا به جيدا من أيام نيوتن إلا أنه تفسيره استعصى على العلماء. بالطبع هناك تطلع إلى اكتشاف جسيمات أخرى (أقل أهمية -يعني في شي مهم؟!-) و هي بالمجمل مع سابقتها ستعطي لمحة عن اللحظات الأولى من الكون بعد
الانفجار العظيم.
ما هو هذا الـLarge Hadron Collider أو (LHC)؟هو أكبر مُسرِّع للجسيمات في العالم. لأنه يحتل نفق طوله
27 كيلومتر في المحيط على أراضي فرنسا و سويسرا! و طريقة عمله هو في تسريع البروتونات عن طريق التحكم بمغانط عظيمة و إيصال السرعات إلى ما يقرب من سرعة الضوء حتى يتم التصادم بين البروتونات في نقطة معينة. يقول بعض الفيزيائيين أنه يوجد
احتمال لتكوّن ثقب أسود يبتلع الأرض عند حدوث التصادم لكن فيزيائيين أُخر نفوا ذلك.
الرسم البياني أعلاه هو صورة لهذا المُسرِّع. أخذ بناء هذا المشروع أكثر من
14 سنة ليصل إلى يوم افتتاحه اليوم. و كلّف تنفيذه ما يقارب
6.5 مليار يورو! و المسؤول عن المشروع هي المنظمة الشهيرة
CERN. و يشارك في هذا المشروع
عدد من الدول كثير! وهم: ارمينيا ، اسبانيا ، استراليا ، اذربيجان ، بيلاروس ، بلجيكا ، البرازيل ، بلغاريا ، كندا ، الصين ، كرواتيا ، قبرص ، التشيك ، الدنمارك ، استونيا ، فنلندا ، فرنسا ، جورجيا ، المانيا ، اليونان ، المجر، الهند ، اسرائيل ، ايطاليا ، اليابان ، جمهورية كوريا ، المغرب ، هولندا ، النرويج ، باكستان ، بولندا ، البرتغال ، رومانيا ، روسيا ، سلوفاكيا ، سلوفينيا ، اسبانيا ، السويد ، سويسرا ، تركيا ، اوكرانيا ، المملكه المتحدة ، الولايات المتحدة ، اوزبكستان. هناك فقط
دولة عربية واحدة و هي المغرب مشكورة! لو تلاحظو أنه دول -مع حفظ الاحترام- مثل باكستان و اوزباكستان و ارمينيا و غيرها لها يد في هذا المشروع.
ماذا بعد؟الآن نحن بالانتظار إلى
أول تجربة فعلية للتصادم بين الجسيمات في 21 أكتوبر القادم. في هذا اليوم سيقوم المُسرِّع بمحاولة التصادم بين حزم البروتونات عند ما يقرب 99% من سرعة الضوء على أمل "تكسر" و الحصول على "تبعثر" للجسيمات الأصغر و على أمل الكشف عن جسيمات جديدة -مثلما ذكرت- مع كل الاكتشافات الفيزيائية من ورائها أو فقط الحصول على نهاية العالم بثقب أسود غير محتمل الحدوث!!
مواقع ذات صلة: