فترة طويلة منذ آخر مرة كتبت فيها في مدونتي هذه....
اعتذر عن ذلك... و لكن تراكم الأحداث أبى إلا أن يجرني جرا إلى الكتابة...
لا اتكلم هنا عن انخفاضٍ للأسعار حصل يطفئ "لهيب" الأسعار النارية في هذه الأيام...
و لماذا يأتي شخص و يبيع بسعر رخيص؟!
البترول غال الثمن و المواد الغذائية ناقصة في العالم و حتى ملكة جمال الكون الفنزولية لا تستطيع تغطية جسمها بالملابس!! كلها مشاكل عاصفة بالعالم لا تجعل الأسعار إلا أن ترتفع ...
لكن اتكلم عن البيع و الشراء في اللعبة السياسية العالمية.
و آخر اللذين اشتدت بهم اللعبة هو عمر البشير. رئيس جمهورية السودان.
طبعا اتكلم هنا عن قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي لويس مورينو أوكامبو بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية و جرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب ضد شعب منطقة دارفور بغرب السودان.
فبذلك: يصبح البشير أول شخص "في التاريخ" تصدر بحقه مذكرة اعتقال و هو على رأس سلطة جارية.
دارفور... أتعبتنا هذه المنطقة... منطقة غريبة لا نفهمها... شعبها ابتُلي توافد العالم عليها منذ 2003 حتى يتقاسمو كيكة مرحلة السودان في اللعبة السياسية. أنا لا أعرف إذا كان البشير مجرم حرب أو لا. أنا أعرف إذا كان الصراع الدائر فيها هو صراع عرقي أم صراع من أجل البقاء (صراع من أجل الموارد الطبيعية). لا أدري ماهي أهداف قبائل الجنجويد.
لكن شيء واحد أعرفه: أن عمر البشير قد انتهى دوليا! بمعنى أنه مهما حاول الدفاع عن نفسه و حشد الحلفاء (إذا استطاع) فلن يرجع أبدا إلى العلاقات الدولية بسهولة. كيف و هو أصبح صاحب "سابقة جنائية" بحسب المحكمة الجنائية العالمية.
إهانة ما أعظمها من إهانة. اللعبة السياسية انتقلت إلى مستويات متقدمة (أو قل منحطة) في استخدام أساليب متنوعة. من نحر كبش فداء في عيد الأضحى إلى الإهانة العلنية.
لكن هناك أفراد في العالم أبوا إلا أن يضيفوا لمستهم. اللمسة غالبا ما تاتي رنانة على طبول آذاننا. هؤلاء هم العرب. أو قل: نحن العرب بضمير المتكلم!
لمستهم كانت -كرد فعل سريع- إعلان جامعة الدول العربية بانعقاد اجتماع "طارئ" لوزراء خارجية الدول الأعضاء لبحث القضية يوم "السبت" القادم. فعلا إنه رد فعل جازم و قوي سريع جدااا!
الدول العربية أبت إلا أن تبيع عمر البشير بسعر زهيد على أمل ألا تتكرر هذه "البيعة"
نائب رئيس السودان في مؤتمره الصحفي -بعد القرار- حاول بكل الطرق توضيح المسألة للعالم حتى يعرف العالم عدم صحة هذا الاتهام قانونيا. انا أتوقع أن طه (نائب البشير) لا يفهم السياسة. إذا كان استصدار القرار -في الأساس- نابع عن حلم لتحقيق العدالة على وجه هذه المعمورة لكنت أنا شخصيا أول المؤيدين لاعتقال البشير. أيضا كنت أول المؤيدين لاعتقال جورج بوش و اعتقال طوني بلير و غيرهم.
دعونا ندع الجميع يحتكم للقضاء و تأتي جميع الأطراف بأدلتها ولتسقط الدعاوي و تقام و من ثم تتحقق البراءة للـ"بعض" و يدان من كان سيئ الحظ!
المجتمع الدولي باع عمر البشير بسعر رخيص... ردعا و عبرة للجميع.
انا شخصيا أتوقع إلغاء هذه المذكرة سريعا... و السبب انني أتوقع من "المتهم" الرضوخ و محاولة التسوية و التفاهم عبر الأروقة الخلفية للسياسة.... لكن شبح الإهانة سيطارده أبد الدهر و أيضا بالتأكيد سيطارد "أمثاله".... أو قد لا يرضخ و يناضل!
0 التعليقات:
إرسال تعليق