رمضان إجازة... غلط!


أنا عارف أنه أكيد في ناس بعد ما يقرو التدوينة هادي هيقولو: ايش يبغى هاذا؟!

طبعا الكلام هنا معني بالجهات الأكاديمية في السعودية يعني مدارس و جامعات .... لأنه الشركات الأخرى ما عندها مشكلة ، مافي إجازة إلا العيد فقط. طبعا قد يكون كثير من الناس فرحوا بـ"القرار" بأنه لمدة 10 سنين قادمة هيكون رمضان داخل الإجازة الصيفية. طبعا أولا هو لاهو قرار "فجائي" ولا شي لأنه -مثل ماهو معروف- السنة الأكاديمية لأغلب دول العالم تبدأ في سبتمبر و تنتهي في يونيو و إذا سبحان الله بالصدفة جاء رمضان في الفترة بين يونيو و سبتمبر من كل سنة كان رمضان إجازة. و هذه العملية هتبقى موجودة لمدة 10 سنين. أنا لا أريد أن أزيد الشقاء و التعب على الناس ، لكن عندي قصد و هدف مما أقوله.

أولا:
ليس هناك أي دولة أخرى غير السعودية من بين جميع الدول الإسلامية وضعت رمضان كاملا إجازة. و الحاصل أنه لم يقم أحد بانتقاد ذلك و لم يتعلل أحد بأن إنتاجية الطلاب أو غيرهم تقل مع الصيام. لا أقول أن الدول الإسلامية دول مثالية و أن طلابها إنتاجيتهم كبيرة ، لكن إذا حصلت مشاكل فهي ليست بسبب الصوم أو رمضان.

ثانيا:
من قال بأن العمل و الاجتهاد مختلف في رمضان عن غيره من باقي الشهور؟؟ بل بالعكس! بما أن رمضان شهرٌ من المفترض أن يقوم العباد بالتقرب من الله. إذن المفترض بـ"العبد" أن يتقرب إلى الله بحسب موضعه على خارطة هذه الدنيا. بمعنى الموظف في عمله و الطالب في دراسته و الأستاذ و البروفيسور في تدريسه. بمعنى: هل لأن رمضان أتى فعلى الجميع تقليل الجهد و الإنتاج؟! طبعا يقول قائل بأن شهر رمضان شهر العبادة و قراءة القرآن و الدعاء.. إلخ. و كلام هذا القائل صحيح لكن هل تتصور يا قارئي العزيز بأنه بتقليل الدوام أو حتى إلغائه تماما (مثلما حصل) سيكون تعبئة هذا الوقت الفارغ هو بالقرآن و الدعاء و العبادة من قبل الطلاب و الموظفين و غيرهم!!! نحن مسلمو هذا الزمان -للأسف- من أكبر المنافقين. إذن على ضوء هذا فالأفضل هو -على الأقل- أن يقوم الجميع بأعمالهم المطلوبة منهم كاملة و "الإتقان" فيها و هذا هو من أكبر العبادات أفضل من النوم و المسلسلات و غيرها.

ثالثا:
هذه النقطة موجهة إلى الجيل القادم الجديد الذي سيعيش العشر سنين القادمة. خلال هذه العشر سنين الخالية من دراسة في رمضان سيدخل العملية التعليمية كمية كبيرة من الأطفال الصغار. المرحلة الابتدائية بكاملها هي فقط 6 سنين! طبعا العيال الصغار هيكون مبتهجين بأن رمضان مافيه دوام و لا تعب ولا إرهاق. و هذا شيء مريح فعلا للأطفال الصغار لكن تخيلو معي الآن عندما تنقضي هذه العشر سنين ما الذي سيحصل؟ سواء من كانت سنته الأولى الدراسية أو إحدى سنينه الأولى الابتدائية سيبدأ دوامه المدرسي سيتغير! و طبعا مع الراحة الطويلة ذات العشر سنين سيكون وقع التغير كبيرا. و النتيجة سيكون زيادة الشرخ في كره دوام رمضان. و نعود ثانيا إلى نفس اعتراض المجتمع من دوام رمضان و لا تجد المشكلة حلا لنفسها. و كأنت يا زي ما غزيت.

أخيرا:
انا شخصيا عدة مرا وددت لو شهر رمضان يكون إجازة خلال دراستي الجامعية. طبعا اشتياقا إلى الجلوس في سفرة الإفطار مع عائلتي. و هذا سبب مشروع. لكن الأصح بأن يفكّر الشخص و يرى أن الحياة ماتجي على مقاس الشخص. هذه السنة قد تفوت أياما بعيدا عن العائلة لكن سنة أخرى ستكون بعيدا عنهم أكثر من ذلك. الخلاصة: أنه المفروض هو أن يكون هناك زرع لقيمة و علو شأن رمضان في النفوس. و على ضوء ذلك يكون زيادة الإنتاجية و حب العمل مع نية العبادة. و ذلك على عكس ماهو حاصل الآن من خسارة للإنتاجية بحجة الصيام إلى خسارة الثواب المفترض في هذا الشهر.


Share/Save/Bookmark

3 التعليقات:

  غير معرف

8 سبتمبر 2008 في 7:06 م

إيش يبغى هادا؟
P:P:
لأ بالعكس.. وجهة نظر أتفق مع معظمها وأرى أنها صحيحة.. ولكن للأسف باتت ثقافة الخمول وعدم العمل في رمضان إضافة الى أنه وقت فضيل لمتابعة المسلسلات المصائبية هي السمة الغالبة في مجتمعاتنا.. الكارثة أن الحكومة قد لا تفكر أحيانا بالعواقب على المدى البعيد لقراراتها وهذا ما سبب العديد من المشاكل.. رمضان من ناحية العمل والدوام شهر كغيره من الأشهر.. لا يتميز بشيء.. وهذا كما تفضلت حاصل في الكثييير من الدول.. على العموم.. التغيير سيكون بتغيير الثقافة وما اختمرت به عقولنا بخصوص رمضان.. وهذا الأمر صعب ولكن ليس مستحيلا إن توفرت الجهود المناسبة والراغبة بالتغيير. وشكرا لك أخي محمد على التدوينة المميزة.

  محمد طاهر شهاب

9 سبتمبر 2008 في 1:50 ص

شاكر لك يا وائل مرورك -من آخر الدنيا- الكريم على المدونة...

و حل "تغيير الثقافة" هو دائما المطلوب... لكن كيف الوصول إليه إذا رغبة التغيير ليست موجودة و أيضا الأشخاص المطالبين بالتغيير (مثلك و مثلي مثلا) هم ليست معهم عصا سحرية يؤثروا بها على الناس؟!

و شكرا على تعليقك...

  غير معرف

9 سبتمبر 2008 في 12:00 م

أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

إرسال تعليق