فضفضة إلكترونية

هذه "تدوينة" أكتب فيها عن موضوعين:
1) حلقة اليوم من برنامج "عيشوا معنا" على LBC
2) مقابلة قناة الجزيرة للدكتور عبد الوهاب المسيري قبيل وفاته رحمه الله
قد يكون (وأقول "قد") لهما علاقة ببعض! العلاقة أتوقع أنها ستتضح إذا قُرئ الموضوع إلى آخره.. و اتمنى أن أكون موفقا في كتابتي!


أولا: أتكلم عن البرنامج في قناة LBC "اللبنانية" الذي يُعرف بـ(عيشوا معنا)
لمقدمه السعودي علي العلياني

البرنامج لا جديد فيه ، فهو كما هو معروف عبارة عن نافذة على المجتمع السعودي تطل عليه من جهة يقال أنها "محايدة" -جهة غير رسمية-. لكن هنا لن أتكلم عن هذا البرنامج الذي لا أشاهده كثيرا... لكن في حلقة هذا اليوم تأكد لي "تغير" المجتمع السعودي ... قد يراه البعض تغيرا سيئا و قد يراه البعض تغيرا صحيا... أنا أراه صحيا "بحذر"





كما هو معتاد في البرنامج ، هناك فقرة يُستضاف فيها الـ د. حمود أبوطالب -كاتب في جريدة المدينة- ، لمناقشة عدد من المقالات الصحفية من صحف متعددة ، و كانت هناك فقرة أخرى ناقشت موضوع الصحافة الإلكترونية في العالم و العالم العربي!

التغير الذي أتكلم عنه لا يحتاج إلى "شخص" مثلي يوضح هذه المسألة التي أمست مفهومة و واضحة لجميع أفراد هذا المجتمع الذي نتكلم عنه... و أصبح الشخص الذي يضع رأسه في التراب هو إنسان يمكن أن تقول عنه أنه "مفضوح"...

الفقرتان المشار إليهما أعلاه (حلوة..) احتوت على مواضيع جميلة ،

- لكن أعجبني النقاش عن مقال ناقشه الكاتب أبوطالب بطريقة "جميلة" و هو خبرعن رصد أمانة مدينة جدة لـ600 مليون ريال لتطوير كورنيش جدة !!! كان تعليق أبوطالب هو عن ضخامة المبلغ و تساءل أبوطالب عن اتجاهات صرف هذه "الثروة". و أيضا معلّقا عن موضع هذا "التطوير" في ترتيب أولويات مدينة جدة، قصده هنا هو تذكيرنا بطوابير وايتات المياه و كثرة المطبات و الحفر و انبعاث الروائح ... إلخ ( هذا في جدة أم في زيمبابوي؟!)

- و الفقرة الأخرى ناقشت الصحافة الإلكترونية و اختُزل النقاش ليناقش بحجم أكبر التجربة السعودية في الصحافة الإلكترونية مصنفا و مقيِما التجارب ... فتوصلوا إلى أن الصحافة الإلكترونية "الناضجة" الوحيدة في السعودية هي متمثلة في موقع إيلاف ، مقدما ملاحظات كثيرة على موقع العربية نت (المنافس من ناحية عدد الزوار!!). و أيضا قيل عن تجارب سبق و الوفاق (غير الناجحة) انها مواقع ما زالت تفتقد إلى المهنية وافتقاد التفرغ عند كتّابها و افتقارها للمادة و الاعتماد على "المتعاونين"، و طبعا قالوا أن الصحف السعودية "الورقية" ليست لها أي صحافة إلكترونية لانها فقط تعمل copy-paste لمحتويات الأوراق إلى الصفحة الإلكترونية!!

ثانيا: أتكلم عن مقابلة قناة الجزيرة للمرحوم المفكر الدكتور عبدالوهاب المسيري في برنامج "زيارة خاصة"...

تابعت إعادة المقابلة ، و المقابلة جميلة بما فيها مواضيع كثيرة جميلة (هذا متوقع) ، و اترك لكم متابعة المقابلة كاملة (بجزأيها) لمن أراد متابعة إعادة أخرى أو قراءة نص المقابلة في جزئها الأول و الثاني. (الجزء الثاني لم يتم بعد إضافة النص إلى موقع الجزيرة نت حتى موعد كتابة هذه "التدوينة")


لكن هنا أنا أريد فقط ذكر جزء من المقابلة أعجبني و لفت نظري .. الموضوع له علاقة للسعودية!

الدكتور عبدالوهاب المسيري عمل لفترة 6 سنين كأستاذ في جامعة الملك سعود. ما لفت نظري هو أنه تكلم عن تلك الفترة بطريقة تجعلك تحسد هذه "السعودية" التي عاش فيها. جلّ الحكاية أنه كان يعمل في قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة (الدكتور المسيري دراسته الأكاديمية في هذا المجال). و كان رئيس القسم آنذاك (ذكره بالاسم) يعرف و يعي ضخم و اهمية تواجد شخص مثل المسيري. فما كان منه إلا ان قلل من واجب التدريس في الحصص و ألغى عنه العمل الإداري (أصلا لماذا عمل إداري لبروفيسور؟!). هذا من أجل ان يتفرغ المسيري لإنتاجه الفكري. مما أدى إلى أن يصف المسيري فترة الـ6 سنين الذي قضاها في السعودية بانها مثمرة فكرية و مدحها مدحا جميلا.


مقدم الجزيرة (كعادتها) أبدى استغرابه من هذا "الجو" غير المعهود بصفة عامة في الخليج الممتلئ بالأموال الطائلة -على حد تعبير المقدم- ... استوقفه المسيري بأن شدد على اختلاف السعودية عن باقي "الدويلات الصغيرة" (هكذا وصف المسيري تحديدا). قال بان السعودية فيها طبقات ثقافية مختلفة ، و فيها تواجد للثقافات المناطقية المختلفة في نجد و في الحجاز و في غيرها... و ذكر بتواجد "نخبة مثقفة" تثري هذه المنطقة.

ما قاله المسيري هو واضح للعيان. و لكن ما اعجبني هو "تحليل" المسيري للوضع الثقافي في السعودية. قد يكون المسيري "محظوظا" بوقوعه في يد رئيس قسم "مثقف". قد يكون "محظوظا" أنه عاش في السعودية على أضواء "الطبقة المثقفة".. و إن كانت أضواء خافتة. لكن لابد من "وعي" لما قاله المسيري حتى نستفيد من ملاحظاته.


Share/Save/Bookmark

البيع برخيص...



فترة طويلة منذ آخر مرة كتبت فيها في مدونتي هذه....
اعتذر عن ذلك... و لكن تراكم الأحداث أبى إلا أن يجرني جرا إلى الكتابة...


لا اتكلم هنا عن انخفاضٍ للأسعار حصل يطفئ "لهيب" الأسعار النارية في هذه الأيام...

و لماذا يأتي شخص و يبيع بسعر رخيص؟!
البترول غال الثمن و المواد الغذائية ناقصة في العالم و حتى ملكة جمال الكون الفنزولية لا تستطيع تغطية جسمها بالملابس!! كلها مشاكل عاصفة بالعالم لا تجعل الأسعار إلا أن ترتفع ...

لكن اتكلم عن البيع و الشراء في اللعبة السياسية العالمية.

و آخر اللذين اشتدت بهم اللعبة هو عمر البشير. رئيس جمهورية السودان.
طبعا اتكلم هنا عن قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي لويس مورينو أوكامبو بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية و جرائم ضد الإنسانية و جرائم حرب ضد شعب منطقة دارفور بغرب السودان.
فبذلك: يصبح البشير أول شخص "في التاريخ" تصدر بحقه مذكرة اعتقال و هو على رأس سلطة جارية.

دارفور... أتعبتنا هذه المنطقة... منطقة غريبة لا نفهمها... شعبها ابتُلي توافد العالم عليها منذ 2003 حتى يتقاسمو كيكة مرحلة السودان في اللعبة السياسية. أنا لا أعرف إذا كان البشير مجرم حرب أو لا. أنا أعرف إذا كان الصراع الدائر فيها هو صراع عرقي أم صراع من أجل البقاء (صراع من أجل الموارد الطبيعية). لا أدري ماهي أهداف قبائل الجنجويد.

لكن شيء واحد أعرفه: أن عمر البشير قد انتهى دوليا! بمعنى أنه مهما حاول الدفاع عن نفسه و حشد الحلفاء (إذا استطاع) فلن يرجع أبدا إلى العلاقات الدولية بسهولة. كيف و هو أصبح صاحب "سابقة جنائية" بحسب المحكمة الجنائية العالمية.

إهانة ما أعظمها من إهانة. اللعبة السياسية انتقلت إلى مستويات متقدمة (أو قل منحطة) في استخدام أساليب متنوعة. من نحر كبش فداء في عيد الأضحى إلى الإهانة العلنية.

لكن هناك أفراد في العالم أبوا إلا أن يضيفوا لمستهم. اللمسة غالبا ما تاتي رنانة على طبول آذاننا. هؤلاء هم العرب. أو قل: نحن العرب بضمير المتكلم!

لمستهم كانت -كرد فعل سريع- إعلان جامعة الدول العربية بانعقاد اجتماع "طارئ" لوزراء خارجية الدول الأعضاء لبحث القضية يوم "السبت" القادم. فعلا إنه رد فعل جازم و قوي سريع جدااا!

الدول العربية أبت إلا أن تبيع عمر البشير بسعر زهيد على أمل ألا تتكرر هذه "البيعة"

نائب رئيس السودان في مؤتمره الصحفي -بعد القرار- حاول بكل الطرق توضيح المسألة للعالم حتى يعرف العالم عدم صحة هذا الاتهام قانونيا. انا أتوقع أن طه (نائب البشير) لا يفهم السياسة. إذا كان استصدار القرار -في الأساس- نابع عن حلم لتحقيق العدالة على وجه هذه المعمورة لكنت أنا شخصيا أول المؤيدين لاعتقال البشير. أيضا كنت أول المؤيدين لاعتقال جورج بوش و اعتقال طوني بلير و غيرهم.

دعونا ندع الجميع يحتكم للقضاء و تأتي جميع الأطراف بأدلتها ولتسقط الدعاوي و تقام و من ثم تتحقق البراءة للـ"بعض" و يدان من كان سيئ الحظ!

المجتمع الدولي باع عمر البشير بسعر رخيص... ردعا و عبرة للجميع.

انا شخصيا أتوقع إلغاء هذه المذكرة سريعا... و السبب انني أتوقع من "المتهم" الرضوخ و محاولة التسوية و التفاهم عبر الأروقة الخلفية للسياسة.... لكن شبح الإهانة سيطارده أبد الدهر و أيضا بالتأكيد سيطارد "أمثاله".... أو قد لا يرضخ و يناضل!


Share/Save/Bookmark